الصبر والثبات

الرابع: الصبر والثبات: فكم تجد من تغلغل الحب في قلبه عنده من الصبر والثبات على أمره وعلى ما أحب من دينه وإيمانه ما لا يمكن أن يتنازل عنه أو أن ينكص على عقبيه أو يرتد على أدباره بعد إذ ذاق حلاوة الإيمان وارتبط بأخوة الإسلام، ولذلك كان بلال وخباب وغيرهما يلقون ما يلقون لا يصدهم ذلك عن دين الله، ولو لم يكن لهم ذلك التعلق القلبي لما ثبتوا ولما كانت لهم هذه الصور من الصبر الجميل الذي ثبتهم الله عز وجل به؛ لأن القناعة الفكرية لا تكفي، فقد تكون مقتنعاً بأمر ما فكرياً لكنك إذا اضطهدت في سبيله من الممكن أن تغير فكرتك أو أن تتنازل عنها أو أن تساوم فيها، لكن إذا خلصت الفكرة من العقل إلى القلب وامتزجت بالمشاعر، فإنه من الصعب أن يكون هناك تنازل عنها بل صبر وثبات عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015