وهنا أمر أحب أن أخصه بهذا الحديث تذكيراً وترغيباً، وهو قيام الليل، وأداء الوتر، وكم ننال في هذا الشهر في هذا الموسم العظيم من الفضل والأجر، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم فيه بفضائل كثيرة، لعل من أشهرها وأجلها حديث أبي هريرة عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا إذا بقي الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟) وجل الناس في هذه الأيام في وقت السحر مستيقظون لسحورهم، أو استعداداً لأداء صلاتهم، أو قياماً بصلاة وترهم، فينالون هذا الوقت الغالي الثمين، ويحوزون الخير العميم من هذه الفرصة الثمينة المتكررة في كل يوم قال عز وجل: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر:9] هذا لا يستوي مع غيره من الغافلين النائمين أو من المستيقظين اللاهين العابثين، نسأل الله عز وجل السلامة.
وروى مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه).
وفي حديث أبي أمامة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، وتكفير للسيئات، ومنهاة عن الإثم) رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.