أما الاقتصاد اليهودي فهو في تدهور مستمر، وأما البطالة فهي في زيادة مطردة، وأما السياحة فقد صارت أثراً بعد عين، وأما الأمن فإنه لم يعد متوفراً في أي شبر من تلك الأرض وأي بقعة منها، ولذلك نرى هذه الصورة واضحة تؤيدها اللفتة القرآنية الثالثة في قوله تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء:104]، لقد جرح هنا وجرح هنا، وقتل هنا وقتل هنا، لكن هنا إيمان واحتساب وأجر وتكفير سيئات، كما قال صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها عنه من خطاياه)، وذلك ما يؤمن ويوقن به إخوننا، وإذا كان هنا قتيل وهناك قتيل، لكن هذا شهيد وذاك إلى جهنم وبئس المصير.
فاليقين لابد أن يكون راسخاً في نفوسنا وقلوبنا بموجب آيات ربنا وأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم، وتلك قضية واضحة ظاهرة في قضايا الألم الذي يشعر به الطرف الآخر والعناء الذي يقاسيه والخوف الذي يسيطر عليه، حتى إنه قد ارتفعت نسب المراجعين للعيادات النفسية بنسبة خمسين في المائة في كل عام عن الذي قبله، وزادت نسبة البطالة بنسبة (4.
18%) في كل عام عن البطالة في العام الذي قبله، وزادت نسب أخرى كثيرة أوجعت العدو، ولولا ما يلقاه من دعم ويصب له من مال، ويقع له من خيانات وتقدم له من معلومات؛ لكان الأثر أكبر وأعظم، ولكنها إرادة الله سبحانه وتعالى.
وهاهم يعترفون بذلك، والأرقام تشهد به، والحقائق تدل عليه، لقد أصبحوا -كما يقول بعضهم- في دائرة دموية مفرغة لا يمكن الخروج منها، وصار الناس لا يخرجون من بيوتهم خوفاً من العمليات الاستشهادية، والجمهور متعب ومرهق ومتشائم، وإسرائيل وقوتها لا تستطيع أن تفعل شيئاً.