وأيضاً: طهروا الأعين من النظر إلى المحرمات، وما أكثر ما تجوس العيون يميناً وشمالاً! وما أكثر ترداد الأبصار آفاقاً وآفاقاً! وما أكثر ما تتبع العورات! وتتجسس على المحرمات، ولا تلتفت إلى أن لذلك آثاره العظمى في القلب فيما يشغله عن الله عز وجل، ويعلقه بالشهوات الآثمة والملذات المحرمة! قال الشاعر: وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر وقال الآخر: كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر ولذلك نجد كثيراً من المسلمين قد ابتلوا بالنظر إلى المحرمات، إما عياناً في المشاهد الحية، وإما على صفحات المجلات، أو على شاشات التلفاز، أو عبر وسائل أخرى كثيرة قد تفنن الأعداء في جلبها وبثها بين المؤمنين وفي مجتمعات المسلمين؛ حتى يفسدوا عليهم جوارحهم.