المدة المخصصة للاعتكاف في العشر الأواخر تبدأ من مغرب يوم العشرين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل في ذلك الوقت إلى معتكفه، فلا يخرج إلا إذا دخل شهر شوال، أي: إذا رؤي هلال شوال وثبت انتهاء رمضان.
فهذه هي العشر التامة الكاملة.
أما مدة الاعتكاف في أي وقت من الزمان فكثير من العلماء قالوا: لابد من أن يكون الاعتكاف يوماً وليلة.
أي أن أقله يوم وليلة.
وأجاز بعضهم أنه يعتكف أي وقت متى نوى ذلك، بمعنى: لو أنه دخل إلى صلاة الظهر ونوى أن يبقى في المسجد إلى صلاة العشاء فهو في هذا معتكف، وهذا على خلاف بين العلماء كما ذكرنا.
والعلماء الذين قالوا بأن أقله يوم وليلة إنما قصدوا اليوم والليلة لأن التفرغ ولزوم العبادة لابد من أن يكون له صورة واضحة، وذلك في أنه قطع أمره وحياته وتفرغ للعبادة، فيوم وليلة يكون قد عطل عمله وعطل صلته بأهله، فيوم وليلة يصدق فيه مثل ذلك.