وثمة مسائل نشير إلى بعضها أيضاً في شأن الاعتكاف، فمن ذلك نية المكث في بيت من بيوت الله عز وجل بغرض العبادة، وهذا له شروط أساسية: أولها: النية، والثاني: أن يكون الاعتكاف في المسجد، فلا يعتبر الماكث في بيته للطاعة والعبادة -وإن كان يفعل مثلما يفعل في المسجد- أنه معتكف؛ لأن الاعتكاف في المسجد هو مظنة القيام بالفرائض التي لا تكون في بيته أو في أي مكان، فكيف سيؤدي فرائض الصلوات؟ وكيف سيحافظ على مسألة اجتماع المسلمين وتوحدهم وتجمعهم على تعبدهم وطاعة ربهم سبحانه وتعالى، وكذلك فيه اللزوم؛ لأن العكوف في المكان هو اللزوم والإقامة، بمعنى أن النية والبقاء في المسجد وعدم الخروج منه هو تتمة شرط الاعتكاف؛ لأنه اعتكاف على وجه خاص ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلا يخرج إلا لحاجة، والحاجة قضاء الحاجة أو طعام وشراب لابد له منه، ويقتصر على القليل منه؛ لأن بعض الناس يعتكف ويخرج للطعام والشراب فيغيب الساعات ويذهب إلى هذا المكان وإلى ذلك المكان، أو يذهب ويخرج لأي غرض فيأخذ منه أعلاه لا أدناه، فيكاد يكون قد قصر كثيراً في اعتكافه، بل قال العلماء -على خلاف بينهم-: إنه لا يخرج لشهود أو لتشييع الجنائز؛ لأن تشييع الجنازة سنة، وهو -أيضاً- في سنة، وهي مؤكدة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وغيره من غير المعتكفين سيشيعون.
فهذه مسألة مهمة.