سنة ثالثة لابد أن تكون منها على ذكر، وأن تكون منها على اعتبار واتعاظ وهي: سنة قهر الأعداء، فالله عز وجل يمهل للظالم ولا يهمله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]، ويقول جل وعلا: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء:227]، وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام بعض صحابته في الفترة المكية، وقد بلغ بهم العناء مبلغاً، واشتد الأذى إلى المنتهى، فقالوا: يا رسول الله! ألا تدعو لنا، ألا تستنصر لنا، فيقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كان من قبلكم يوضع لأحدهم المنشار على مفرق رأسه فينشر حتى ينقسم إلى نصفين، ومنهم من كان يمشط بأمشاط من حديد ما بين لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، فوالله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون) إن العاقبة للمتقين ولا شك، وإن الدائرة على المجرمين ولا شك، فافقهوا سنة الله هدانا الله وإياكم لما يحب ويرضى، والله نسأل أن يدفع عن إخواننا المسلمين الأذى، وأن يمن عليهم بالعفو والعافية، وأن يرزقنا وإياهم الصلاح والتقى، والعفاف والغنى.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.