استفادات معنوية من الاختبارات للطلبة والمدرسين

أولها: أن الطالب يكتشف أن الوقت أكثر منه في الأيام الأخرى، كأن اليوم لم يعد أربعاً وعشرين ساعة بل ربما صار ثمان وأربعين ساعة، فإنك تجده أولاً: يستطيل الوقت، وثانياً: يرى كم ما بين الفجر إلى الظهر؟ من الساعة الخامسة إلى الثانية عشر سبع ساعات، الآن يضيع نصفها في النوم، ونصفها في الكلام، والمشاوير، حينما تلغى هذه العوامل كلها في أوقات الاختبار يشعر الإنسان بالوقت وامتداده، إذاً: لماذا لا يستفيد وينتبه إلى أنه يبدد الوقت وأن الوقت كبير وطويل، ويمكن عمل الكثير في هذا الوقت لكنه هو الذي يفرط.

ثانيها: قوة الطاقات: يقرأ ساعات متوالية، ويحفظ صفحات متكاثرة، ويستوعب مسائل دقيقة، بينما في غير أيام الاختبارات إذا قرأ الصفحة لم يحتمل الثانية، وجاءت الضربة القاضية في الصفحة الثالثة أو نحو ذلك، وكذلك في الاستيعاب يظن أنه لا يستطيع أن يحفظ كذا، طاقته موجودة لكنه ما استثمرها وما دربها، وما عمل عملية الاستثمار والتنمية المطلوبة.

ثالثها: الوحدة التي تجمع عند وجود العامل المشترك، كل الطلاب الآن متحدون في كثير من السمات، سواءً في الهم والاهتمام، والجد، واستغلال الوقت، وتفريق أو ترك الشواغل، إذاً: كلهم على اختلاف أنواعهم لما كان هناك هدف واحد أو مشكلة واحدة تجمعت الطاقات والجهود، وتشكلت الظروف كلها لتخدم هذا الغرض، والأمة ينبغي أن تتعلم أنها متى رأت مشكلاتها وعرفت أعداءها أن عليها أن تتوحد لمعالجة هذه المشكلات ولمحاربة أولئك الأعداء بدلاً من أن تتفرق في تفاهات وقضايا فرعية وجانبية.

رابعها: التعاون؛ فإنك تجد فرص التعاون ترقى بين الطلاب والمدرسين وفئات المجتمع حتى في الأسرة، وبين الأب وابنه، وهذه الروح من التعاون ألجأتنا إليها هذه الظروف التي فيها نوع من الشدة أو الحاجة، فلماذا لا نجعل هذا التعاون أيضاً دأباً وسمة مستمرة في حياتنا دائماً؟ خامسها: حسن التصرف: فإن الطالب والأسرة والمدرس يتعود على أن يضغط الوقت، ويتصرف، ويكيف الظروف، وأن يتخلص من المآزق، فإذا جاءه الضيف يعرف كيف يتخلص منه، وإذا جاءته المشكلة يعرف كيف يصرفها، لماذا؟ لأنه يحتاج إلى الوقت، فإذاً: لماذا لا تكون لبقاً حسن التصرف في كل هذه الظروف التي تمر بك في حياتك ولا تحسن التصرف والتكيف إلا في هذا الوقت فحسب، كما ذكر عن ابن الجوزي على سبيل المثال: أنه كان يأتيه بعض الثقلاء الذين يضيعون عليه وقته، قال: فكنت أعد لهم بري الأقلام، وتجهيز مداد الدواة، فإذا جاءوا يتكلم معهم لكنه يبري قلمه، ويعد مداد دواته حتى لا يضيع وقته، أنت إذا جاءك الإنسان في الاختبارات أو جاءتك المكالمة الهاتفية استطعت أن تتخلص منها بأسلوب حسن في دقائق معدودة؛ لأنك تريد أن تستثمر الوقت، أما في الوقت العادي لو أراد المتحدث أن ينهي المكالمة تقول له: ما زال في الوقت متسع؛ فتجد الإنسان يفوت الوقت، ولا يكون عنده الجد وحسن التصريف للأمور.

سادسها: معرفة قيمة الجد وثمرة الجهد: عندما تجد وتجد الثمرة تعرف وتتعلم أن الحياة جد، وأن الذي يريد أن يحصل الثمرة لابد أن يجتهد، وكثير من الأمور نضيعها بسبب الكسل والتراخي وعدم الجد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015