الثانية: الملل: وهذا له تأثيره بين الناس، بعض الناس بمجرد أن يمسك الكتاب يمل، وبعضهم قبل أن يراه يمل، وهذا الملل مشكلة من المشكلات التي بالفعل تعيق المذاكرة.
هناك وصايا سريعة لطرد الملل: أولاً: لا تواصل الدراسة والمذاكرة دون فترات راحة وترفيه، فالذي يواصل كثيراً يصيبه الملل، ومن هنا ركز على الشيء الممل، واجعله في أول الوقت؛ فإن كانت هناك مواد مملة بطبيعتها أو فقرات من المنهج مملة فعجل بها في أول الأمر حتى يسهل هضمها قبل أن تذاكر فترة وتقطع شوطاً فيأتي الممل وقد مللت؛ فتكون المسألة معادلة مركبة وصعبة.
ثانياً: يستحسن أن يرفه الإنسان بكتب غير منهجية في بعض الفقرات، وخاصة كتب الأدب والملح والطرائف: أذكر من تجاربي في أوقات اشتداد الاختبارات أني كنت أضع دائماً قريباً مني بعضاً من كتب الأدب والشعر والقصص، فإذا مللت خذ منها فإنها تنشطك، وقد قال ذلك ابن عباس رضي الله عنه حينما كان يذاكر أصحابه في التفسير والفقه، فإذا رأى مللاً منهم قال: أحمضوا علينا بكتب الأدب، أحمضوا بها علينا، والتحميض هو نوع من الترفيه أو الطرفة أو نحو ذلك.
ثالثاً: تذكر الهدف الذي تذاكر وتجتهد من أجله حتى يزول عنك مثل هذا الملل، استحضر الثمرة المرجوة، فأنت تريد أن تتفوق أن تنجح أن تتنقل إلى مرحلة أخرى أن تؤدي دوراً مهماً.
رابعاً: تنبه إلى أن المسألة وقت قليل، وزمن محدود، وجهد نسبي، فليست الاختبارات ولا فترة المذاكرة ستستمر معك طول أيامك وليلك ونهارك، الإنسان إذا عرف أن هناك مشكلة ستبقى معه وقتاً طويلاً يجثم على نفسه ملل وهم كبير، بعكس إذا عرف أنها أيام وتنتهي.
خامساً: انظر إلى ما مضى لتتفاءل: إذا كنت قد أنهيت نصف الكتاب لا تنظر إلى النصف الباقي ولكن انظر إلى النصف الذي قد مضى، وإذا كنت قد وصلت إلى منتصف الاختبارات فانظر إلى ما مضى من الاختبارات، وقل: قد ذهبت الفيزياء، وانتهينا من الكيمياء، وتجاوزنا الرياضيات، وما بقي إلا كذا وكذا، فهذا يساعد على تبديد الملل، والتنشيط للمذاكرة.