الأمر الثاني: أن الأعداء يتربصون بنا الدوائر، وأن الإحصاءات تدل على أن هناك مشكلة سكانية حقيقية، لكنها من نوع آخر بالنسبة لأعدائنا، فمعلوم أن دول العالم الثالث -ومعظم الدول الإسلامية تحت هذا المسمى- تشهد أكبر معدلات نمو بشري، والقارة الإفريقية على سبيل المثال يتضاعف عدد سكانها كلها في خلال خمسة وعشرين عاماً فقط.
وعلى سبيل المثال: وجد أنه خلال نحو عشر سنوات معدل الولادات في بلد مثل رواندا يصل إلى ثمانية مواليد ونصف للمرأة الواحدة خلال هذه الفترة، بينما يصل في دولة أوروبية مثل إيطاليا إلى واحد ونصف، ولهذا تشكو الدول الغربية اليوم من قضية خطيرة وهي النقص السكاني الحاد، والضعف الأسري العظيم الذي أوجد طبقتين عمريتين تستهلكان أكثر نسبة السكان: طبقة غير القادرين على العمل، أي: من هم في الطفولة، وطبقة غير القادرين على العمل ممن تجاوزوا السن إلى مرحلة الشيخوخة، بينما يزخر العالم الإسلامي -كما في الإحصاءات- بأكبر عدد ممكن ممن هم في فترة العمر الشبابية الإنتاجية، ولذلك تأتي هذه المؤامرة للمحاولة للتغلب على هذه الصورة التي بشكل أو بآخر في ظل ظرف أو آخر يمكن أن تكون ذات إيجابية عملية للمسلمين، وتضر بالتالي أعداءهم، ومن هنا كان قبل ذلك على سبيل التدرج الحملات المكثفة فيما يسمى ببرامج تنظيم الأسرة، وحقيقة كثير منها تحديد النسل.