وأقول هاهنا: المخاطر كثيرة، وأولها وأشدها خطراً: أن يكون قتل المسلمين بأيدي المسلمين، ومنع الدفاع عن الحق والعرض والأرض فضلاً عن العقيدة والدين بأيدي منتسبين إلى الإسلام والعروبة.
ثانياً: أن كل من ينبض قلبه بالتعاطف والتأييد، فضلاً عمن ينطق لسانه بالمباركة والتمجيد، فضلاً عمن يخرج ماله للدعم والإسناد والتثبيت، كل أولئك إرهابيون متطرفون مخالفون للقوانين الدولية، ومعارضون للسلام والسماحة.
وهذه التهمة ليست متعلقة ببعض إخواننا في فلسطين، بل هي تهمة لك أنت، ولي أنا، ولكل واحد منا إلا إذا انسلخنا من ديننا، ونسخنا معاني العزة والكرامة من نفوسنا.
وكنت قبل يومين في مناسبة اجتماعية، ودار الحديث عن هذا الخطر الداهم والمؤامرة العظيمة، فقال رجل كبير السن من الحضور ليس في لحيته شعرة سوداء واحدة: (إن المطلوب منك أنت، ومن كل واحد منا: أن يأتي إلى المصحف الذي يقرؤه فيقال له: إنك تقرأ كتاباً إرهابياً ممنوعاً).
أي: لا بد أن تتركه، أو أن تغير ما فيه! وقلت معلقاً: قد قيل هذا بحرفه ونصه من قبل زعامات دينية صليبية حاقدة، وهو مكتوب مسطور، ومضاف إليه افتراء على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
إن القضية في أساس الدين، وليست في فئة ولا في مجموعة تتبنى دفاعاً عن حقها، وليس في متدينينا الذين عندهم علم بالدين، أو في دعاة ينشدون الإصلاح والخير لأمتهم؛ بل هي لكل مسلم في عقر داره، بل لكل أحد أصبحت له من تمسكه ومن صلاته وأدائه لفرائض ربه سمة الإسلام والمسلمين.
نسأل الله عز وجل السلامة من ذلك، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يجعل الدائرة عليهم، وأن يثبتنا على الحق ويعصمنا به، وأن يجعلنا من المعينين والمساندين لإعزاز الدين ورفع رايته في كل آن وفي كل حال.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.