التهيئة والمقاربة للجنة

ومن جهة أخرى: التهيئة والمقاربة إلى الجنة، فكما أن هناك مباعدة عن النار فثمة مقاربة للجنة تختص بهذا الشهر الكريم وهذه الفريضة العظيمة، فما أحرانا أن نجد ونجتهد.

تأمل كذلك ما رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن إلا ابن ماجة، وهذا لفظ الترمذي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار؛ وذلك في كل ليلة)، أفليس واضحاً أن للصوم صلة عظيمة بدخول الجنة والقرب منها، والتعرض لأسباب دخولها، والتقرب إلى الله عز وجل بما يمن به على عبده بدخول جنته، وحصول رضوانه، والعتق من نيرانه؟ أبواب الجنة مشرعة مفتوحة، ومعنى ذلك أن نسمات الخير، وبرد الجنة، ولذة ما فيها من النعيم يكاد أن يلامس وجوهنا، ويخالط نفوسنا، ويداعب خواطرها، ويجعلنا كأنما نريد أن لا يختم هذا الشهر إلا وقد صرنا من أهل الجنة ومن العتقاء من النار؛ نسأل الله عز وجل من فضله.

أفليس هذا ينبغي أن يكون حاضراً في قلوبنا وأذهاننا؟ أفليس حرياً بنا أن نعيده ونكرره في مجالسنا وبيوتنا بدلاً من لغو القول وسفساف الحديث وأعمال أخرى نسأل الله عز وجل أن يبرئنا منها، وأن يبعدنا عنها؛ إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015