ثم ننتقل إلى الحجاب كرعاية أمنية، فنحن نعلم أنه بقدر التهتك وترك الحجاب تكون أسباب إمكانية الاعتداء على المرأة، سواءً كان اعتداءً لفظياً، أو كان اعتداءً يدوياً، أو كان اعتداءً جنسياً، والإحصاءات في هذا في عالم الغرب يشيب لهولها الرأس.
ففي إحصائيات لا يتجاوز عمرها البضع سنوات أقيمت في أمريكا تقول: إن هناك ثلاثمائة ألف وسبعة آلاف حالة اغتصاب، وهي تمثل ثلث ما يمكن أن يكون في الواقع، وهذه الإحصائية إذا قسمناها وجدنا أنه في كل ساعة تحدث ست وثلاثون حادثة اغتصاب، وأنه بمعدل هذا التزايد يصبح الأمر في أخطر أحواله.
وهذه الشرطة البريطانية قبل بضع سنوات وزعت منشوراً أمنياً يطالب النساء بأن يلبسن لباساً ساتراً، وأن يجتنبن الملابس القصيرة المثيرة، فما دخل هذا في الأمن؟ إن الشرطة قد ملئت مخافرها بالمشكلات الناتجة عن الاعتداءات الناشئة من مثل هذا التبرج والإغراء والإثارة، وليس كما يقول المرجفون: بأن هذا سوف يزيل الكبت، ويطبّع العلاقة بين الرجل والمرأة، ولو كان الأمر كذلك لرأينا القوم الذين لم يعد عندهم شيء اسمه حجاب، وصار العري عندهم في بعض المناطق مطلوباً، وفي بعض السواحل والشواطئ لا يجوز أن يدخلها الإنسان وهو يلبس أي قطعة من الملابس، فهل انتهى ذلك الكبت عندهم أم أنه قد تزايد أوار الشهوة وسعارها حتى أصبحت في أوج مراتب الجريمة؟! ودعوني أنتقل بكم إلى جانب أمني طريف، وهو: أن مسألة الحجاب لها أثر أمني على المجتمع في جانب آخر ألا وهو: جانب الحوادث المرورية! ولا تتعجبوا من ذلك، فهناك من دعا في تلك البلاد إلى طلب رسمي من مدير شرطة مدينة جورج تاون في أمريكا إلى مناشدة النساء بعدم لبس الملابس المثيرة، يقول بالنص: وإلا فإنه سيكون العالم مهدداً تهديداً عظيماً، بل ويجعل ذلك -على سبيل المبالغة- أخطر من تهديد القنبلة الذرية، ويقول في كلمات لطيفة: عندما تكون عين السائق تتركز على تلك المرأة التي يرى محاسنها فإن مقدمة سيارته ستكون متركزة في عمود كهرباء، أو عابر سبيل، أو في سيارة أخرى! وهناك دراسة أقيمت على أحد التقاطعات في عاصمة أوروبية، فوجدوا أن الحوادث تزداد في فترة الصيف، فقامت إدارة المرور بدراسة ذلك فوجدت أن السبب هو: أن بعض الفتيات يبعن الماء البارد للناس عند تقاطع الإشارات وهن يلبسن اللباس المناسب للجو الحار، فكلما جاء إنسان إلى هذا التقاطع نظر إلى تلك الفتاة وصدم في السيارة التي أمامه، فتزداد الحوادث، فقاموا بنقل هؤلاء الفتيات من هذه المنطقة فقل عدد الحوادث! قد يقول بعض الناس خاصة من الذين لا يحبون الالتزام، ولا يحبون أن يدركوا عظمة هذا الإسلام: إن هذه مبالغات، وهذه أقاصيص سمجة، وهذا نوع من الحديث العاطفي تقررونه لتثبتوا مثل هذه الأمور، وما رأينا شيئاً من ذلك.
فأقول: ارجعوا واقرءوا وتابعوا، فإن الذي نذكره غيض من فيض.
وبعض إدارات الشرطة طلبت أن يفصل النساء عن الرجال في المواصلات العامة، خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل.
وإذا جئنا إلى القضية الأمنية وجدنا أموراً كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.