التسيب الاجتماعي

رابعاً: التسيب الاجتماعي على المستوى العام والخاص، أما على المستوى العام فنراه -وللأسف- في كثير من البلاد الإسلامية من إقرار الاختلاط في التعليم بمراحله المختلفة، وسأذكر بعض ما يقولون من الأوهام والأباطيل مما يقال ويشاع بين الناس، وأنه ليس هناك ضرر من هذا الاختلاط، وأن العفة في القلب، وأن الثقة ينبغي أن تعطى للفتاة، وغير ذلك مما يقال.

فهناك تسيب اجتماعي على المستوى العام، وهناك تسيب اجتماعي على المستوى الخاص في دائرة الأسرة، فهذا ابن عمها، وهذا ابن خالتها، وهذا صديق ابن عمتها، حتى صار الرجال كلهم كالمحارم! والعجب -أيضاً- مما يقع من التفريق الذي لا أساس له من الصحة ولا منطق له بالعقل، فتجد في بعض المجتمعات التي فيها بعض المحافظة تتحجب الفتاة ولا ترى الأجانب من الرجال، لكن تكشف أو تتكلم أو لا تراعي هذه الأحكام الشرعية مع السائق أو مع الخادم، وتقول: هذا سائق.

أو: هذا خادم! أو العكس بالنسبة للشباب: هذه خادمة.

أو هذه مربية! فيا سبحان الله! فكل خادم أو سائق أو عامل أو تاجر هو رجل، وكل مربية أو أستاذة هي امرأة.

فهذه من الأمور والثغرات التي ترخص فيها الناس وجنوا من ورائها الحنظل والعلقم والمر، ووقعت من وراء ذلك ما وقعت من المشكلات والأمور التي نسمع عن بعضها، وقليل منها في مجتمعنا، ونسمع عن الكثير في مجتمعات أخرى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015