الأخذ بالمباح

الأمر السادس: الأخذ بالمباح؛ لأن الفطر والغرائز أمر من أصل خلقة الله عز وجل لا يمكن تجاهلها.

ومن أعظم أسباب العفة تصريف الغرائز البشرية الفطرية الطبعية فيما أحل الله عز وجل، ولهذا أبيح أمر الزواج المبكر الميسر، ولو فتح هذا الباب لانسدت أبواب من الشر عظيمة، ولو فتح هذا الباب لسكنت النفوس، وغضت الأبصار، وعفت الألسنة، وانقمعت الفتنة من نزوات الشهوة، وزال كثير وكثير وكثير من الأمور التي تشكو منها مجتمعات إسلامية كثيرة، فقد يبلغ الشاب في سن الخامسة عشرة ولا يتزوج إلا في الثلاثين في أغلب الأحوال، فيكون في هذا الزمن الممتد عرضة لتحطيم الحواجز، ولخدش الحياء وتضييع العفة، وهكذا تبلغ الفتاة في العاشرة أو الثانية عشر ولا تتزوج إلا في العشرين أو الخامسة والعشرين.

ونرى ونعلم ما يحصل -أيضاً- من تجاوز هذه الحدود العمرية -سواء في الشباب أو الشابات- في بعض المجتمعات الإسلامية التي يعجز فيها الفتى عن أن يتزوج حتى يبلغ الخامسة والثلاثين إلى الأربعين، وتعجز الفتاة عن الزواج حتى الثلاثين وبعد الثلاثين، وليس هذا كلاماً جزافاً، بل كلنا يعلمه في مجتمعات كثيرة، ونلمسه ونراه، وأعرفه في كثير من بيئاتنا ومجتمعاتنا وذوي قرابتنا.

ثم نستسلم أو نقول بالأقوال التي يروجها بيننا دعاة الباطل، ومنها أن الزواج المبكر لا يتناسب مع مقتضيات العصر، ولا يتناسب مع الوعي والفكر لدى الشاب الصغير وتلك الفتاة الصغيرة.

ونحو ذلك، ويحصل التعسير الذي يقع في الزواج وما ينتج عنه.

فإذاً من أهم الأسباب الأخذ بالمباح من الزواج المبكر الميسر، وكذلك أبواب التعدد العادل النافع؛ فإن شرع الله عز وجل أتى بما ينفع ويشفي، وبما يدفع الضر ويبعد الأذى عن المجتمع المسلم.

فهذه بعض العوامل الرئيسة التي بها تتحقق العفة في المجتمع الإسلامي الإيماني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015