إن القضية التي تتبادر إلى ذهن كثير من الناس في كثير من الأحوال أن أثر الإيمان الأعظم والأظهر هو أمر العبادة والخشية والخشوع هو أمر الدموع التي تذرف من خشية الله سبحانه وتعالى هو أمر العبادة التي يتقرب بها الإنسان لله جل وعلا، وهذا لا شك أنه من أعظم آثار الإيمان، ولكن مثل هذا الأثر قد لا يكون ممحصاً ومميزاً، فإنك تجد كثيراً من الناس يؤمن بالله عز وجل، ويعبد، ويزهد، ويدعو ويتقرب إلى الله عز وجل بما شاء الله له أن يتقرب، لكنه لا يثبت إيمانه، ولا يظهر أثر إيمانه في مواقف أخرى، وإذا بك ترى انفصاماً في حياة بعض الناس، فهو في المسجد ساجد عابد، وهو خارجه لاه عابث أو منشغل بالدنيا، أو هو قد جعل له غايات أخرى أو نحو ذلك.
وقد نبه بعض الصحابة تنبيهات إلى أن هذا الأثر مهم، لكنه ليس هو الأصل الأول والأخير، لكنه ليس هو الأثر الوحيد، فإن من الناس من يتصنع البكاء، ومن الناس من يستطيع أن يكون في زحام مع أهل العبادة وأهل الزهد في صورة من الصور، لكن هناك أمور أخرى سأذكر بعضاً منها هي أكثر وضوحاً وتمحيصاً وتمييزاً لآثار الإيمان.