بيان لأصول المحرمات وأصول الفضائل

ومن هنا فإن هذه الآيات والوصايا تشتمل على أصول المحرمات في الأقوال والأفعال، وأصول الفضائل وأنواع البر، فهي تجمع ما نهي عنه وما أمر به من الكليات التي تستقيم بها الحياة، ابتداءً من اعتقاد القلب ويقين النفس، وانتهاءً بفعل الجوارح والسلوك، ومروراً بألفاظ اللسان وأقواله، وتعريجاً على العلاقات والصلات والمعاملات والأحكام والتشريعات، فهي شاملة لذلك كله، ففيها قوام الدين كله؛ لأنها تشتمل على جوهر هذا الدين العظيم.

أما المتبعون لأهوائهم الذين يقدمون الظنون على الحقائق، والذين يحللون ويحرمون بحسب أهوائهم، فقل لهم: تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم، فإن الذي يحل ويحرم إنما هو ما ثبت في الوحي وجاء به الشرع الكريم، ونطق به الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015