أيها الإخوة المؤمنون! الأم المربية في المجتمع المسلم صمام أمان، ومصدر قوة، ومصنع جيل، ومعمل تربية، كان لنا حديث عن هذه الأم المربية ببيان مكانة الأم في هذا الدين العظيم، ومنزلتها العالية التي تجعلها في مكانة تؤدي دورها، وتقدم رسالتها في إجلال وتعظيم، واحترام وتكريم، يعترف بفضلها، ويقر ببرها، ويسعى ويجتهد في الوفاء بحقها.
ومن هنا: فإن هذه الأم المربية إذا غابت من واقع حياتنا، أو ضعف دورها في بيوتنا، فإن خطراً عظيماً يتهددنا، وإن تفككاً في مجتمعاتنا ينتظرنا، وإن ضعفاً في أجيالنا سوف يكون له أثره الذي لا نحبه ولا نرضاه.
الطريق إلى الأم المربية كيف نحرص ونبذل الأسباب لوجودها؟ ذلكم مطلب مهم، وقضية كان من المفترض أن تعتني بها وسائل الإعلام، ومناهج التربية على أعلى المستويات، نبدأ ذلك بتربية البنات، إن أم اليوم كانت بنتاً من قبل، فكيف تربى البنات؟ وكيف تعد البنت لمستقبل الحياة؟ هل تعد وتربى وتعلم لتكون زوجة راعية، وأماً مربية؟ هل تعرف دورها وتعلم رسالتها؟ هل تهتم بما تحتاج إليه من العلم والمعرفة ومن الخبرة والتجربة لتؤدي دورها، أم أن مسار التربية الخاصة والتوجيه العام في وسائل الإعلام أو مناهج التعليم ينحو بها منحىً آخر، ويريد منها مطالب أخرى غير هذه المهمة الشريفة، غير هذه المنزلة العظيمة، غير هذه المكانة الخطيرة في واقع المجتمع والأمة؟