يقول المثل: في العجلة الندامة وفي التأني السلامة فالتسرع قد يكون عند المرء، فتجد الواحد يتسرع إما لرد فعل، كما لو أخطأ عليه شخص فتراه يرد الخطأ مضاعفاً، أو كما لو استفزه مستفز فتراه يخرج عن طوره وطوعه، ويخرجه غضبه عن إصابة الحق إلى الوقوع في الباطل، ولذلك أُثر عن عمر بن عبد العزيز في وصف المؤمن أنه قال: المؤمن من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق.
فالمؤمن فيه سكينة إيمانية أسَّسها عنده ذلك العلم الشرعي، والفقه والورع الإيماني، فليس هو الذي يتسرع فتنطلق الكلمة منه ويعقبها ندم وحسرة قد لا يجديان ولا ينفعان، فالتسرع إذاً من هذه الأسباب.