لا بد من الإشارة إلى مسألة لها أهمية كبرى، وهي: قضية الدوائر التي تدخل في مسألة الجرح والتعديل، فإن بعضها أهون من بعض، لأن الناقد قد يشمل دائرة غير مقبولة وهي دائرة التفسيق أو ذكره بفسق أو كذا، ولكنها دائرة سهلة بالنسبة لدائرة أخرى أعظم وأخطر: وهي التبديع ورميه بالبدعة، والأخطر والأعظم -وهي على قمة الخطورة- دائرة الرمي بالتكفير والإخراج من الملة، وفي كل هذه المسائل جملة من الأقوال ربما يكون الوقوف عليها مطيلاً للحديث، لكن نكتفي بذكر قضية التبديع؛ لأن قضية التفسيق قد ذكرنا كثيراً مما يتعلق به، وقضية التكفير يبدو أن التعظيم لها في القلوب حاصل، ولكن قضية التبديع يحصل منها تساهل، فنذكر منها أموراً مهمة: