فهذا عيسى بن يونس من أئمة الحديث، أرسل إليه المأمون بابنيه يستمعان الحديث ويأخذان عنه، فواظبا مع الناس في المسجد، ثم أرسل له من بعد بعشرة آلاف دينار، فردها وأباها، فظن المأمون أنه استقلها، فأرسل إليه بعشرين ألفاً، فردها.
وفي بعض الآثار: أنه عندما ردها سقطت وانتثرت هذه الدنانير وقال: ولا إهليلجة ولا شربة ماء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو ملأت هذا المسجد من أرضه إلى سقفه ذهباً، وذلك استعلاءً وإباء لأهل العلم حتى يكونوا حينئذ على قوة في الحق وصدق وجرأة في الموقف.