المشروع الثامن: الضربة القاضية

ما هي الضربة القاضية؟ هذه الضربة قاتلة ننتهي بعدها إلى الفوز الساحق.

هذه الضربة القاضية مع من؟ نحن أو غيرنا سنحتاج إلى هذه الضربة القاضية مع أنماط كثيرة من العادات السيئة التي نعجز عن تغييرها، نقول: سوف نغير كذا، نبقى يوماً أو يومين أو أسبوعاً أو أسبوعين ثم نرجع، ثم نقول: سوف نترك كذا، ثم نرجع، وهكذا نبقى في معركة مستمرة والجولات متوالية، فاجعل رمضان فرصة للانتصار بالضربة القاضية، يعني: ليس هناك عودة مرة أخرى.

وهنا أحب أن أقف مع الضربة القاضية في المسألة المعروفة التي يكثر ذكرها كلما جاء شهر رمضان: وهي الإقلاع عن التدخين، وقد ذكرت لكم في درسنا السابق كم أعداد الذين يدخنون في هذه البلاد، الإحصاءات تقول: خمسة عشر مليار سيجارة تستهلك في المملكة، ستمائة وثلاثة وستون مليون ريال سنوياً، فهي رابع دولة مستوردة للدخان في العالم، أكثر من عشرة مليار دولار مصاريف المستشفى التخصصي بالرياض في علاج أمراض التدخين، أعتقد أن هذه كلها ضربات قضت على كثير من شبابنا وأموالنا وصحتنا، أليست هناك فرصة لنتحول من الهزيمة إلى الانتصار والانتصار الساحق بالضربة القاضية.

وهنا خطوات سريعة لمن يريد الانتصار بالضربة القاضية على التدخين: أولاً: اعقد العزم من الآن وابدأ بتقليص التدخين قبل أن يدخل رمضان.

حدد اليوم الأول من رمضان موعداً للإقلاع النهائي عن التدخين، اعلن ذلك في الوسط المحيط بك في أسرتك وزملاء عملك، وقل لهم على سبيل التحدي: إن رأيتموني أدخن فأنا لست رجلاً، أو أنا كذا وكذا، أو إن رأيتموني أدخن فلكم الحق أن تخاصموني أن تقاطعوني؛ حتى تقوي عزمك على ذلك.

اكتب لوحة صغيرة بخلاصة الأمراض القاتلة والأضرار الخطيرة للتدخين، وهي مبثوثة بعشرات ومئات وآلاف الصفحات في كل مكان، في الكتب وفي مواقع الإنترنت وغيرها، خذ صفحة واحدة واكتبها بخط كبير وعلقها في كل مكان تجلس فيه: على مكتبك، وعند غرفة نومك، وفي صالة طعامك؛ حتى تتذكر عندما تريد أن تشعل التدخين أنك تتسبب في تصلب الشرايين لنفسك، أنك تأخذ لنفسك فرصة للوقوع في المرض الخبيث (السرطان)؛ حتى تدرك كم تحرق من مالك، ضع هذا نصب عينيك حتى تستطيع أن تتخلص من هذا التدخين.

احذر الأصدقاء المدخنين الذين ليست عندهم عزيمة على ترك التدخين؛ فإنهم من عوامل العودة إلى التدخين.

زد من كل أمر يعينك على ترك التدخين مما يتعلق برمضان، ومن ذلك الدعاء الصادق لله عز وجل، ومن ذلك قوة العزيمة الناشئة من ترك الطعام والشراب في أثناء النهار، وأيضاً سوف تقوم ببعض الأعمال المهمة، وهي لطيفة ولكنها مفيدة.

أكثر ما يعاني منه المدخنون في الأوساط التي لا يدخن أصحابها أمرين: رائحة الدخان، ومنظر الأسنان المصفرة.

قبل رمضان اذهب إلى طبيب الأسنان ونظف الأسنان واستخدم مطيبات أو معطرات الفم؛ حتى إذا قطعت التدخين تبدأ الأمور تتضح ولا يأتي من بجوارك يقول: أنت مدخن، وحتى تتغير نفسيتك وتتهيأ له بما يدل على أنك ماض إلى تركه بالكلية بإذنه سبحانه وتعالى.

تجنب الأماكن التي يكثر فيها التدخين.

استحضر أو خذ معك بعض الفتاوى الواضحة في تحريم التدخين.

ذكر نفسك دائماً وقل: إذا كنت تعتقد أن التدخين حلال فلماذا لا تسمي الله عند بداية شرب السيجارة، ولماذا لا تقول بعد إطفائها: الحمد لله؟! أليست كل نعمة نبدأ فنقول: باسم الله فنشرب، باسم الله فنأكل، فإذا انتهينا قلنا: الحمد لله، هل سمعتم أحداً عندما يدخن يقول: باسم الله؟! لماذا؟ لأنه يعلم أن هذا أمر خبيث كما قال الله عز وجل: {وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ} [الأعراف:157].

هل تشرب الدخان أمام من تحترمه أو تهابه؟! مثلاً: الابن هل يشرب أمام أبيه إذا كان الأب لا يدخن؟ الصغير هل يشرب أمام الكبير إذا كان يهابه ويحترمه؟ وإذا كانت (السيجارة) مناسبة وحلالاً وليس فيها شيء، فهل تعلمها لأبنائك وترغبهم فيها؟ هل سمعتم أن أحداً يصنع ذلك حتى ولو كان مدمناً للتدخين؟! هل يشتري أحد لأبنائه الدخان ويقدمه لهم ويقول لهم: خذوا واستمتعوا؟! لا أعلم أحداً يفعل ذلك.

إذاً: ذكر نفسك بهذه المعاني، خذ قرارك بصدق وانجح في الانتصار بالضربة القاضية بإذن الله عز وجل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015