إذا صدت القلوب بالسهم فلن يكون صيداً محموداً بل قاتلاً، وإذا صدتها بالسنارة سوف تمزق هذه القلوب، لكن كيف نريدك أن تصيد القلوب في شهر رمضان؟! نريد أن تكون معنا في مشروع كل منا يستطيع أداءه جزماً وقطعاً، عندنا وسيلتان نصطاد بهما القلوب: الوسيلة الأولى: الكلمة الطيبة، هل تعرفون أن الكلمة الطيبة هي السحر الحلال، وهي الطُعْم الذي تستميل به النفس والقلب، الكلمة التي فيها نوع من مد جسور المودة والمحبة، ونوع من إشاعة أجواء الترابط والتكافل.
الوسيلة الثانية: هي الهدية: (تهادوا تحابوا)، فالهدية هي رسول المحبة، وهي سفير المودة، وهي التي تغرس في القلب امتناناً لا بد أن يكون له أثره، أنا لا أريد منكم شراء سيارة هدية، بل أريد منكم كرتاً صغيراً ومعه كتيب صغير أو شريط؛ لأن العبرة بالهدية في رمزها بل أكثر من ذلك في خصوصيتها، لماذا أهديت محمداً ولم أهد سعيداً؟ لأن محمداً خطر على بالي، ولماذا خطر على بالي؟ لأن له مكانةً في قلبي، ولماذا له مكانة في قلبي؟ لأني أحب له الخير.
هذه كلها رسائل تتضمن أن الهدايا لها قيمة عظيمة جداً، لكن احرص مع الهدية على الكتابة واجتهد إن كنت قادراً أو حتى مقتبساً أن تكتب كلمات جميلة مثل: إلى الأخ الذي كلما أراه أشتاق أن أراه، إلى الأخ الذي أحبه في الله، كلمات ثق بأثرها العظيم في صيد القلوب.
أهد أشرطة، كتيبات، مطويات، وبالمناسبة أنت لن تشتري شيئاً فهذه الأشياء توزع، وأحياناً نتيجة لسوء التوزيع ترمى، ستكون موجودة بأعداد أكثر من الحاجة ماذا يصنع الناس بها؟ يتركونها، نقول: لا، خذها أنت واجعلها في ظرف وارسم عليه وردة، أو ارسم عليه قلباً كما يفعلون، اكتب عليه كلمات جميلة، ضعها لجارك، اسبق زميلك في العمل وضعها على طاولته، أنا لن أتكلم عن الفائدة التي سيجنيها من الشريط أو من الكتاب أو من المطوية، أنا أتكلم عن حقيقة هذا الفعل فقط دون أن نتحدث عن أثر ما فيه وما في مضمونه، ويمكن أن تستفيد الآن من البريد الإلكتروني، فتستطيع أن تأخذ رسومات من هذا الحاسوب وكذلك بطاقات للإهداء، وتأخذ من نفس بطاقة الحاسوب كلمات وآيات وأحاديث وترسلها مرة واحدة بضغط زر واحد إلى مائة أو ألف من أصدقائك، بل إلى مائة ألف، وهذا مشروع آخر سيأتينا حديث عنه وذكر له.
هل هذه مهمة صعبة؟ هل هناك من يعجز عنها؟ أنا أقول: الجميع حتى الصغير في المرحلة الابتدائية -وأرى هنا بعض صغار السن من الأبناء- أقول: افعل هذا مع زملائك أهد لزميلك شيئاً ولو أن تكتب له فقط في هذه الورقة آية وحديثاً وتقول: هدية من أخيك المحب، سوف يكون لهذا أثره المهم والجميل.