أيها الإخوة: لو أن كلاً منَّا عمل بما في وسعه من المناصحة، ولا نقول لك: يا عبد الله خذ السيف وقاتل الناس، ولكن انصح وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة, واجلس مع جارك وبين له ما ينفعه وما يضره, لعلَّ الله أن يهديه, وإذا رأيت امرأة سافرة فقل لها: اتقي الله عز وجل، وتكلم معها بالكلام الطيب اللين لعلَّ الله أن يهديها, وإذا رأيت شارب الدخان فتكلم معه بما يفتح الله عليك به لعلَّ الله أن يهديه, وإذا رأيت من يسمع الأغاني فعظه وخوفه من الله، وأخبره أن عاقبة ذلك وخيمة, وإذا رأيت من يترك امرأته وبناته مع السائق فعظه بالله، وأخبره أن عاقبة ذلك وخيمة لعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يهديهم وأن يردهم إليه رداً جميلاً, وإذا رأيت من يترك الصلاة فادعه إلى الله عز وجل, فإن أبى بعد المرة والمرتين والثلاث, فارفع به إلى هيئة الأمر بالمعروف, وإلى رجال الحسبة, فعند ذلك تبرأ ذمتك، وإذا رأيت من يروج هذه الأفلام الخبيثة في أسواق المسلمين فعظه وخوفه من الله، فإن ارتدع وإلا فارفع به إلى ولاة الأمور حتى يطبق عليه الجزاء؛ ليرتدع وينكفَّ عن هذا المنكر الذي بانتشاره ذهبت الغيرة, وقتلت الآداب والفضيلة، وذهب الحياء من بعض الرجال والنساء.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تأخذ بأيدينا إلى كل خير.
اللهم وفقنا ووفق ولاة أمورنا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اللهم حبب إلينا وحبب إلى ولاة أمورنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, اللهم ردنا إليك رداً جميلاً, اللهم وفقنا ووفق ولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين أجمعين لما تحبه وترضاه.
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل, اللهم طهر قلوبنا من النفاق, وأعمالنا من الرياء, وألسنتنا من الكذب, وعيوننا من الخيانة.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.