ثم نلتفت يميناً وشمالاً، فنرى بعض المسلمين قد ارتكب منكرات بشعة قد نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد النهي.
من ذلك: إتيان الكهان والسحرة والمشعوذين والمنجمين، الذين من أتاهم وصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن ذلك: حلق اللحى, وإعفاء الشوارب, وهذا -والله ثم والله- معاندة لله ولرسوله, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من تشبه بقوم فهو منهم} ويقول صلى الله عليه وسلم: {جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس} ويقول: {خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب} ولكن قال البعض من الذين يدعون الإسلام: لا سمع ولا طاعة يا رسول الله, بل نتبعهم ونقتدي بهم! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وبعضهم يتعدى في الجواب ويقول: هذا دين قديم وهذه رجعية هذا تزمت والنظافة من الإيمان! يحلق لحيته ويقول: النظافة من الإيمان!!
والبعض من المسلمين قد حبب إليه التشبه بأعداء الله ورسله جميعاً, فمنهم من تخنفس, ومنهم من أطال الأظفار، حتى انزلق بعض النساء في متاهات وضلالات مبتدعة, دسها الإفرنج وعملاؤهم من اليهود والنصارى والمجوس في أفلام ومجلات قضت على الآداب والأخلاق والفضيلة والعفة, حتى آل الأمر إلى انتهاك الشرف نسأل الله العفو والعافية.
وانظروا إلى ما تلبسه بعض النساء من ملابس شفافة, وضيقة وقصيرة, فإلى الله المشتكى.
ومن المنكرات التي ارتكبها بعض من المسلمين: ترويج المسكرات والمخدرات بأنواعها, حتى قضت على العقول, والعقل أهم ميزة ميز الله بها الإنسان وفضله على سائر المخلوقات، فعندما يفقد هذا العقل فإنه يبتعد عن الدين وعن تعاليمه؛ مما يجعله يعصي الله في كل شيء, ويأتي الفواحش، ويرتكب الموبقات وبسبب هذه المسكرات والمخدرات ينتشر الفساد في الأسرة والمجتمع, فالمدمنون على المخدرات لا يتورعون عن الإتيان بأنواع الجرائم من سرقة، ونهب، وسلب، وقتل، واغتصاب؛ لأجل الحصول على المخدرات, وربما باع بعضهم شرفه وعرضه، وربما مكَّن بعضهم من فعل الفاحشة به كما تنكح المرأة -والعياذ بالله- وهذا واقع في بعض الشباب, فنسأل الله عز وجل أن يردنا إليه رداً جميلاً.
ومن المنكرات التي فشت: الأغاني بأنواعها في البيوت، وفي الحوانيت، وفي السيارات, وقد امتلكت قلوب الكثير من الناس، وقد قال ابن مسعود: [[إن الغناء ينبت في القلب النفاق كما ينبت الماء البقل]] والغناء بريد الزنا.