وتصور -يا أخي- تجريدك من الثياب بين يدي المغسلين ليغسلوك، وأنت قبل ذلك لا ترضى أن تُرى عورتك، ثم هم بعد ذلك يقلبونك على المغتسل، ثم تلف عليك الأكفان، وتقدم ويصلون عليك صلاةً لا ركوع لها ولا سجود، ثم يحتملونك إلى قبرك وحيداً فريداً لا تلفاز، ولا فيديو، ولا تلفون، ولا عمال، ولا مؤسسة، ولا شركة، ولا مليار ولا مليون، إلا عملك إن كان صالحاً.
فكر يا عبد الله! وأطل التفكير، وأكثر من العمل الصالح، فإن رزقك مضمون، وأما الخلاص يوم القيامة فليس لك بمضمون {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [الجاثية:15].