إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون المؤمنون بالله حقاً: اتقوا الله تعالى، وقوموا بما أوجب عليكم من رعاية الأهل والأولاد فقال: {يا أيَّها الذينَ آمنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6] وامتثلوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته} فإنكم رعاتهم والمسئولون عنهم.
يا أمة الإسلام: يا رجال الإسلام! اذكروا هذه الأمانة العظيمة التي وليتم عليها، قوموا بها على الوجه الأكمل، اسمعوا قول الحق جل وعلا وهو يخاطب معشر الرجال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:34].
أيها الرجال: إن الله لم يجعلكم قوامين على النساء إلا لعلمه بقصورهن عقلاً وديناً، ولقد أكد ذلك رسول الهدى صلى الله عليه وسلم حين قال في النساء: {ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن}.
فاعرفوا نعمة الله عليكم، واعرفوا هذا الفضل الذي فضلكم به على النساء، وقوموا بهذه الفضيلة وهذه الأمانة، ولا تغلبنكم النساء على رجولتكم، ولا يلهينكم الشيطان عن رعاية أهلكم، ولا تشتغلوا بالدنيا وحطامها، وتضيعوا ما هو أهم وأولى {إن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه}.