عباد الله: إن الله وعد بالنصر من ينصره, فقال جلَّ من قائل: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7] فمتى صدقت هذه الأمة مع الله تعالى في إقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحكَّمت الشريعة وقامت بأمر الله تعالى، ووحدت المولى جلَّّ وعلا، وأقامت الصلاة، وأدت الزكاة، وصامت رمضان وأدت فريضة الحج، ونهجت منهج السلف الصالح الذين فتحوا الفتوحات ومصروا الأمصار فستكون العاقبة لها بإذن الله تعالى, وسوف يورثها الله الأرض كما وعد، فإنه لا يخلف الميعاد حيث يقول سبحانه: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128] وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} [الأنبياء:105 - 106].
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً, اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه, واجعلنا هداة مهتدين, اللهم اجعلنا من الدعاة في سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة على علم وبصيرة يا رب العالمين, اللهم اهدنا ولا تضلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا, اللهم أعزنا ولا تذلنا, وأكرمنا ولا تهنا, وأعطنا ولا تحرمنا, واجعلنا من عبادك الفائزين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار, اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد واستغفروا الله يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.