عباد الله! الحج واجبٌ على المستطيع على الفور، فلقد خطب نبيكم صلى الله عليه وسلم، فقال: {يا أيها الناس! قد فُرِضَ عليكم الحج، فحجوا، فقال رجلٌ: أكل عامٍ يا رسول الله؟! فسكت الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى قالها الرجل ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم.
وفي رواية: الحج مرة، فمن زاد، فهو تطوع} وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه وأرضاه، قال: [[لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من له جدة ولم يحج، فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين]].
فاتقوا الله يا من تستطيعون أداء الفريضة، وتتأخرون عن أدائها! اتقوا الله -جلَّ وعلا- قبل أن يأتيكم الموت، وقبل أن ينزل بكم هادم اللذات وأنتم مفرطون، فقدر ورد في الأثر عن علي رضي الله عنه وأرضاه، قال: [[من ملك زاداً وراحلةً تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً]].