عباد الله! من كان منكم يُحسِن الذبح فليذبح أضحيته بيده، فقد ذبح أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة, ومن كان لا يحسن فليحضر عند ذبحها فذلك أفضل.
واحذروا أن تذبحوا قبل الوقت المحدد للتضحية شرعاً, فالوقت هو من بعد الفراغ من صلاة العيد، والأفضل أن ينتظر حتى يفرغ الإمام من الخطبتين، وينتهي وقت الذبح بغروب الشمس من اليوم الثالث بعد العيد.
فأيام الذبح أربعة: العيد, وثلاثة أيام بعده, والذبح في النهار أفضل, ويجوز الذبح في الليل, ويسميها عند الذبح, فإن التسمية شرط عند الذبح, فمن لم يقل: باسم الله متعمداً على ذبيحته -أي: لم يسمِ- فهي ميتة نجسة حرام أكلها, أما الذي ينسى فقد قال جلَّ وعلا: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة:286] قال صلى الله عليه وسلم: {عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان}.
عباد الله! اذبحوا برفق, وحدُّوا السكين, ولا تحدوها وهي تنظر, ولا تذبحوها وأختها تنظر إليها, ولا تسلخوها أو تكسروا رقبتها قبل أن تموت, وكلوا من الأضاحي، واهدوا وتصدقوا, ولا تعطوا الجزار أجرته منها, بل أعطوه أجرة وأعطوه صدقة إن كان فقيراً.
اللهم وفقنا لفعل الخيرات, واجتناب المنكرات واجعلنا هداةً مهتدين, مقتدين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، غير ضالين ولا مبتدعين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب, فاستغفروه وتوبوا إليه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.