أيها الإخوة في الله: بسبب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبسبب غفلة القلوب، تداعت على الإسلام الأمم من كل صوب وحدب وغزوا العقائد والأخلاق, وبذروا الفتن وأججوا نارها بين المسلمين, وأدخلوا البدع فاستحسنها بعض أهل الإسلام -ويا للأسف الشديد- كل ذلك نتيجته موت القلوب وبعدها عن الله, وصارت تلك القلوب العمياء تلك القلوب الميتة أمام الكثير سراباً لا حقيقة له, أو كأنها أضغاث أحلام لا يتوقع لها تأويل, ولا يفكر فيما تولده من شرور, عياذاًَ بالله من مضلات الفتن.
كل ذلك نشأ عن موت القلوب, وعدم الشعور والتطلع بمسئولياتها حتى إن بعض الناس لموت قلبه وبعده عن الله أتى بالخادمة وجعلها له ولأهله متعة يتمتع بها، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن موت القلوب: أنه سمح للفتاة التي امتنعت عن الزواج أن تستقدم لها سائقاً يذهب بها ويرجع, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن موت القلوب: ما يتبادله بعض النساء من أفلام خبيثة تعكس الفطر وتنكس أخلاقها، وتجعل تلك المرأة بعد أن كانت أمينة حصينة عفيفة، تكون داعرة خبيثة, مجرمة, تنشر الشر والفساد، وذلك بسبب الأشرطة التي تتبادلها هي وزميلاتها.
أيها الإخوة في الله: ألا نحيط قلوبنا بالنصيحة؟ ألا نتفقد قلوبنا؟ ولو صح القلب ووعى, لتفقدنا الأهل والأولاد, ولقمنا بالواجب, ولعلمنا أن علينا مسئولية عظيمة, والله لو وعى القلب لما تركنا المرأة تخرج مع السائق يجوب بها الأسواق وتذهب لتشجع اللاعبين, ولتشاركهم في أفراحهم ولعبهم, أين هذا من المسلمين؟ هذا لم يوجد حتى في مجالس الجاهلية، ولم يذكر في مجالس الجاهلية أن أمرأة جلست معهم في مجالسهم, فأين الغيرة يا أمة الإسلام؟ وأين الحياء يا أمة الإسلام؟! أين الغيرة يا عباد الله؟! كيف يترك الرجل أهله وبناته مع السائق يجوب بهن الأسواق؟ فقولوا: إنا لله وإنا إليه راجعون, وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن استقدام السائق والخادم والمربية فتنة فتحت على المسلمين, والله إنها فتنة فتحت على المسلمين, والله إنه شر مستطير, ملأ البيوت بالفتن والشر والفساد, ولعلكم تسمعون وتقرءون ما يحصل في بعض البيوت من الشر والفساد, فإلى متى هذا السكوت على هذه المنكرات؟ قال تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:99].