كذلك يُسَنُّ للمسلم أن يحافظ على رواتب النوافل حتى يحظى بالأجر من الله جلَّ وعلا، يقول صلى الله عليه وسلم: {ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة} وهو حديث صحيح في صحيح مسلم، قال العلماء: أن الاثنتي عشرة وردت في حديث آخر هي: أربع قبل الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح، فاجتهدوا -إخواني- في فعل الطاعات، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: {ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها} النافلة خيرٌ من الدنيا وما فيها، فكيف بالفريضة يا عباد الله إذا تقبلها الله منكم.
يا عباد الله: اجتهدوا في طاعة المولى جلَّ وعلا، فإنها خير عدةٍ تعتدونها للقائه، واحذروا من معصيته وغضبه، فإنه ينتقم ممن عصاه وتعدى حدوده بأليم عقابه، يقول عز وجل: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء:13 - 14] فاتقوا الله -عباد الله- وبادروا إلى طاعته.