فما الذي حملنا على الابتداع؟ هل الدين ناقص فنكمله؟ كلا، والله ما مات رسول الله إلا وقد أكمل الله به الدين، يقول رب العالمين: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3].
أمة الإسلام! خذوا حذركم من الشيطان، فإنه يأتيكم بالبدع، ويأمركم بمحدثات الأمور، يصور لكم الدين الإسلامي بأنه حبس للحرية، وتضييق على الإنسان، وإرهاق له، وتفويت لمصالحه، هكذا يصور الشيطان، وأعوان الشيطان لا كثرهم الله من علماء الضلال، ومشايخ الطرق البدعية لا كثرهم الله، بل هم غثاء على المسلمين عالة يأكلون، ويخلطون الدنيا بالدين، حسبنا الله ونعم الوكيل، يصورون الدين أنه توسل بالصالحين والأولياء والأضرحة، وهذا والله شرك بالله العظيم، والله إن مات صاحبه عليه فإن الله لا يغفر له، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48].
أيها المسلمون! إن الدين الإسلامي بريء من كل ما يصفه به أعداؤه، إن الدين الإسلامي هو دين اليُسر والسهولة، هو دين شرعه الله وجاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وما مات رسول الله حتى أكمل الله به الدين.