الجنة وأوصافها

إخواني في الله! الجنة إن سألتم عن سعة الجنة؟

فقد ندب الله إليها وأخبر سبحانه عن سعتها، فقال جل جلاله: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران:133] اللهم اجعلنا من أهل الجنة يا رب العالمين.

وإن سألتم عن أرض الجنة وتربتها؟

فهي المسك والزعفران.

وإن سألتم عن سقف الجنة؟

فهو عرش الرحمن، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وأراه قال: وفوقه عرش الرحمن} اللهم إنا نسألك الفردوس يا رب العالمين.

وإن سألتم عن حصبائها؟

فهي اللؤلؤ والجوهر.

وإن سألتم عن بنائها؟

فلبنة من فضة ولبنة من ذهب.

وإن سألتم عن أشجارها؟

فما منها من شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب.

وإن سألتم عن ثمار الجنة؟

فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل.

وإن سألتم عن ورقها؟

فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.

وإن سألتم عن أنهارها؟

فاسمعوا إلى خبر الله جل وعلا في محكم البيان، يقول الله جل وعلا: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً} [محمد:15] نسأل الله من فضله الجنة، الله أكبر!

وإن سألتم عن طعامهم؟

فيقول جل وعلا: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:20 - 21] نسأل الله من فضله الجنة.

يا إخواني! اسألوا الله الجنة، اسألوا الله الجنة يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! هنيئاً لمن أدخله الله الجنة، يا لها والله من فرحة لمن أدخله الله الجنة وأنجاه الله من النار، الله أكبر!

الجنة: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة:17 - 21].

أما إن سألتم عن آنيتهم في الجنة؟

فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.

وإن سألتم عن عدد أبواب الجنة؟

فللجنة ثمانية أبواب.

وإن سألتم عن سعة أبواب الجنة؟

{فما بين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يومٌ وهو كضيض من الزحام}.

وإن سألتم عن تصفيق الرياح لأشجار الجنة؟

فإنها تستفز بالطرب لمن يسمعها.

وإن سألتم عن ظلها؟

ففيها: {شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها}.

وإن سألتم عن ارتفاعها؟

فهي غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار.

وإن سألتم عن ارتفاعها؟

فانظروا إلى الكوكب الطالع أو الغابر في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.

وإن سألتم عن لباس أهل الجنة؟

فهو الحرير والسندس والإستبرق.

وإن سألتم عن حليهم؟

فالذهب والفضة.

وإن سألتم عن فرشهم؟

فبطائنها من إستبرق مفروشة في أعلى الرتب.

وإن سألتم عن أرائكها؟

فهي الأسرة عليها المشخامات، وهي الحجال مزررة من الذهب فمالها فروج ولا خلال.

وإن سألتم عن وجوه أهل الجنة وحسنهم؟

فهي على صورة القمر ليلة البدر.

وإن سألتم عن أعمار أهل الجنة؟

فأبناء ثلاث وثلاثين على صورة آدم أبي البشر.

وإن سألتم عن سماع أهل الجنة؟

فهم يسمعون غناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منه خطاب رب العالمين.

وإن سألتم عن مطايا أهل الجنة التي يتزاورون عليها؟

فنجائب أنشأها الله مما شاء، تسير بهم حيث شاءوا من الجنان.

وإن سألتم عن غلمانهم الذين يخدمونهم في الجنة؟

فولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون.

وإن سألتم عن عرائسهم وأزواجهم في الجنة؟

فهن الكواعب الأتراب التي جرى في أعضائهن ماء الشباب.

وأقول لأخواتي المستمعات: أيتها المؤمنة! اعلمي أن المؤمنة إذا دخلت الجنة أنها تكون أفضل من الحور العين، أبشري يا أمة الله أبشري! ويا لها من فرحة إذا دخلت الجنة، فالمؤمنة إذا دخلت الجنة تكون أفضل من الحور العين.

فيا أمة الله! الله الله بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، واحذري مما يغضب الله ويغضب رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه صفة أزواجهم في الجنة.

نعم، أيها الإخوة في الله! اسمعوا إلى صفة العرائس في الجنة حتى لا نغتر بما نرى على الشاشة، أو بما نرى على المجلة من الصورة المزورة بالحمور والخضور والصفور، اسمعوا إلى الجمال يا من تحبون الجمال! ونسأل الله جل وعلا أن يجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب.

إن سألتم عن عرائسهم وأزواجهم في الجنة؟

فهن الكواعب الأتراب، التي ترى في أعضائهن ماء الشباب، كأن الشمس تجري في محاسن وجهها إذا برزت، وكأن البرق يضيء من بين ثناياها إذا ابتسمت، إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيرين، يرى وجهه في صحن خدها، ويرى مخ ساقيها من وراء اللحم من حسنها وجمالها، ومع ذلك لو اطلعت على الدنيا لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً، ومع ذلك نصيفها على رأسها خيرٌ من الدنيا وما عليها، ومع ذلك لا تزداد مع طول الأحقاب إلا حسناً وجمالاً، مبرأة من الحيض والنفاس، ومطهرة من المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر الأدناس، لا يفنى شبابها، ولا تبلى ثيابها، قد قصرت طرفها على زوجها، لا تطمع لأحد سواه، ومع ذلك لم يطمثها قبله إنس ولا جان، لونها كأنه الياقوت والمرجان:

فيا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها

نسأل الله الجنة، نسأل الله من فضله الجنة، إنه على كل شيء قدير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015