اسمع أخي في الله إلى هذا الخبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ خبرٌ عظيم، وسيأتي تفصيله بإذن الله كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى، ما هو هذا الخبر الذي يفرح به المؤمنون في الجنان؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم} نسأل الله من فضله، الله أكبر! والله جل وعلا يقول: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:25 - 26] الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم.
ثم قال جل وعلا: {وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس:26].
ثم اسمع أخي إلى آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة} لأن من مات على التوحيد فإنه لا يخلد في النار، نسأل الله جل وعلا أن يعيذنا وإياكم من الشرك صغيره وكبيره، إنه على كل شيء قدير، يخرجون من النار وقد أكلت النار كل شيء إلى موضع السجود، يخرجون منها كالفحم، نسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ألا يدخلنا النار، اللهم لا تجعلنا من أهل النار، اللهم ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً يا أرحم الراحمين!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة؛ رجلاً يخرج من النار حبواً فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فإنك لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا -الله أكبر! - فيقول: أتسخر بي وأنت الملك؟ قال ابن مسعود رضي الله عنه: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقول صلى الله عليه وسلم: ذلك أدنى أهل الجنة منزلاً} متفق عليه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: {إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة} الله أكبر الله أكبر! {إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم فلا يرى بعضهم بعضاً} متفق عليه.