أمة الإسلام! للصيام فوائد عظيمة، ومنافع جمة، وآثارٌ حسنة، فهو يكبت النفس، ويطفئ شهواتها، فإن النفس إذا جاعت سكنت وخضعت وامتنعت عما تهوى، فسبحان من فرض الصيام على عباده!
لا إله إلا الله! الصيام يربي في الإنسان الفضائل والإخلاص والأمانة، والصبر عند الشدائد، فالنفس إذا امتنعت عن الحلال طلباً لمرضاة الله تعالى، وخوفاً من أليم عقابه، فالأحرى بها أن تتمرن على الامتناع عن الحرام الذي هي غنية عنه وتبعد عنه كل البعد فما تقترب من المحرمات التي منها الهلاك والعطب.
ومن فوائد الصيام: أنه يبعث في الإنسان فضيلة الرحمة بالفقراء، والعطف على البائسين، فإن الإنسان إذا ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات؛ تذكر الفقير الجائع في جميع الأوقات؛ فيسارع إلى رحمته والإحسان إليه.
ومن فوائد الصيام: أنه ينقي الجسم من الفضلات الرديئة، ورطوبات الأمعاء، ويشفي كثيراً من الأمراض بإذن الله تعالى، فسبحان من فرض الصيام! ولله در الصيام كم فيه من الفوائد الجمة!
ومن فوائد الصيام: أنه يقوي النفس على البر والحلم، ومن يلاحظ حال الصائمين الموفقين لما هم عليه من تحري الطاعة، وتحري سبل الخيرات، والابتعاد عن المعاصي، والرغبة في الإحسان؛ يدرك أن الصوم من أعظم أسباب الهداية، ويدرك معنى قوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:184] ويدرك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: {الصوم جُنَّة} ويدرك ما فيه من تهذيب النفس وتطهيرها من الأخلاق الموبوءة وترويضها على الطاعات، وإعدادها للسعادتين الدنيوية والأخروية.
وحسبك -أيها المسلم- في فضل الصيام قول الناصح الأمين محمد صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك} لا إله إلا الله!
يقول صلى الله عليه وسلم: {إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين} متفقٌ عليه.
لا إله إلا الله! فرصة عظيمة للمسلمين، نسأل الله جل وعلا أن يبلغنا رمضان.
قال بعضهم:
أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد
فأدِّ حقوقه قولاً وفعلاً وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادماً يوم الحصادِ