لحظة الفراق وما أدراك ما لحظة الفراق!
ودنا الفراق ولات حين تهرّبٍ أين المفر من القضاء الدانِ
والتف صحبُك يرقبون بحسرة ماذا تكون عواقب الحدثانِ
واستل روحك والقلوب تقطعت حزناً وألقت دمعها العينانِ
فاجتاح أهل الدار حزنٌ بالغٌ واجتاح من حضروا من الجيرانِ
فالبنت عذرا للفراق كئيبة والدمع يملأ ساحة الأجفانِ
والزوج ثكلى والصغار تجمعوا يتطلعون تطلع الحيران
والابن يدأب في جهازك كاتماً شيئاً من الأحزان والأشجانِ
وترى الحديث وقد تساءل بعضهم أو ما سمعتم عن وفاة فلانِ
قالوا سمعنا والوفاة سبيلنا غير المهيمن كل شيء فانِ
وأتى الحديث لوارثيك فأسرعوا من كل صوبٍ للحطام الفاني
وأتى المغسل والمكفن قد أتى ليجللوك بحلة الأكفانِ
ويجردوك من الثياب وينزعوا عنك الثياب وحلة الكتانِ
وتعود فرداً لست حامل حاجة من هذه الدنيا سوى الأكفانِ
وأتى الحديث لوارثيك فأسرعوا فأتوا بنعش واهن العيدانِ
صلوا عليك وأركبوك بمركبٍ فوق الظهور يحف بالأحزانِ
حتى إلى القبر الذي لك جهزوا وضعوك عند شفيره بحنانِ
ودنا الأقارب يرفعونك بينهم للحد كي تمسي مع الديدانِ