صفة نعيم الجنة

لنرجع إلى دار القرار, لنرجع إلى المستقبل, إلى دار النعيم التي ليست فيها حروب, إنما هي دار أمن وطمأنينة, يقول رب العالمين: {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:68] من هم هؤلاء؟ لنرجع إلى كتاب الله عز وجل ونبحث عنهم, فإذا رب العزة والجلال يخبرنا أنهم هم الذين آمنوا بآيات الله وكانوا مسلمين: {الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف:69] ماذا يقال لهم؟ {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف:70 - 71] لماذا أورثهم هذه الجنة؟ {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف:72] بالأعمال الصالحة -يا عبد الله- بعد رحمة أرحم الراحمين, ثم يقول: {لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} [الزخرف:73] وهم في جنات النعيم في مقام أمين من الحوادث وغيرها، في أمان من تغير الزمان وتقلبات الحياة، في جنات وعيون، ولهم فيها من اللباس والسندس والإستبرق، متنعمين مع الزوجات من الحور العين الراضيات المرضيات الآمنات، التي لا تعرف أن تغازل الرجال بالتلفون, ولا تعرف أن تتبادل أشرطة الفيديو الخليعة، ولا لبست الأحمر والأصفر وفتنت المسلمين في أسواقهم.

إن تبرج النساء مصيبة عظيمة يا عباد الله! والمرأة التي تخرج متبرجة من بيتها وتمر بالرجال وهي متعطرة جاء في الحديث: إنها زانية, والتي تخرج من بيتها بغير إذن زوجها تلعنها الملائكة حتى ترجع نسأل الله العافية والمرأة إذا دعاها زوجها لحاجته وامتنعت لعنتها الملائكة حتى تصبح, لذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث: إن المرأة إذا دعاها زوجها تلبي ولو كانت على التنور, تترك الأقراص تحترق وتأتي إلى زوجها وتلبيه, ويقول صلى الله عليه وسلم: {لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها} وذلك لعظم حقه عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015