ثم تذكروا حوض نبيكم صلى الله عليه وسلم، الذي من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً، ولكن هذا الحوض سوف يردُّ عنه أناس؛ لأنهم نكصوا على أعقابهم وغيروا بعده صلى الله عليه وسلم، وما أكثرهم! رجعوا القهقرى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يا عبد الله! في يوم القيامة يردّون عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بسبب ما جنوا على أنفسهم؛ وبما أحدثوه من البدع والضلالات، فاحذر يا عبد الله من مضلات الفتن، فكيف بك يا عبد الله في ذلك اليوم، وقد لفظك القبر بعد طول بلاء، فنظرت في عملك الذي قدمت، فهنيئاً لك إن كان العمل صالحاً، وإن كان غير ذلك فيا ويلك، ثم يا ويلك.
اللهم اجمعنا في دار كرامتك، اللهم قَوِّ إيماننا بك وبملائكتك وبكتبك وبرسلك وباليوم الآخر، واجعلنا هداةً مهتدين، اللهم ارزقنا القول والعمل، وارزقنا الإخلاص في أقوالنا، وفي أعمالنا، وثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.