المطلوب من العباد أن يعبروا هذه الحياة الدنيا، ويعمروها بالأعمال الصالحة كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:56 - 58] هل آمنا بهذا؟
إذا آمنا بهذا انكشفت عنّا الشكوك وانجلت عن قلوبنا، وما هي الشكوك؟
البعض من الناس يشك والعياذ بالله، فإذا قيل له: اتق الله، واعمر حياتك بطاعة الله، قال: أضيع المستقبل؟ ونحن نقول: هل عندك -يا أخي- قرارٌ معين يعين لك هذا المستقبل الذي سوف تعيشه؟ لا.
ليس عندك هذا، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً} [لقمان:34] فافهم يا عبد الله! واسمع قول الله عز وجل: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان:34] هل حققنا هذا؟ لا نقول: لا؛ لأن البعض فيه من الإيمان ما الله به عليم، أما البعض من الناس فلا حول ولا قوة إلا الله! ولقد سمعناهم يقولون: أثبتوا لنا وجود الله، فكيف صدرت منهم هذه الكلمة ولا حول ولا قوة إلا بالله؟! لقد صدرت بتأثر من أعداء الإسلام وأعداء المسلمين الذين يشنون على الإسلام والمسلمين حرباً شعواء، ولكن هل من مدَّكر يا عباد الله؟!