إن الموت هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى، وأعظم منه الغفلة عنه والإعراض عن ذكره وقلة التفكر فيه وترك العمل.
فيا عباد الله: ما هذه الغفلة والاغترار؟!
وما هذا الإكباب على الدنيا وقد رأيتم تصرم الأعمار؟ وما هذا التفريط وأنتم على الآثار وقد علمتم أن دار الفناء ليست لكم دار قرار؟
فاحذروا من هذه الغفلة، واستعدوا لهذا الخطب الفادح والحدث الجلل
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة عليه مضى طفل وكهل وأشيب
فيا من شغلته الدنيا عن طاعة الله، وأغفلته عن ذكر الله! استيقظ مادمت في زمن الإمكان، وبادر قبل نزول الموت، قال الله جل جلاله: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:99 - 100].
عباد الله: إن الموت فيه عظة وعبرة لمن أراد أن يتذكر، فتصوروا أحوال الميت يوم أن ينزل به الموت
يعالج نزع الروح من كل مفصلٍ فلا راحم ينجي ولا ثم مهرب
وغمضت العينان بعد خروجها وبسطت الرجلان والرأس يعصب