والله ما مات محمد صلى الله عليه وسلم إلا وقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وقد فارق الحياة صلى الله عليه وسلم كما تقول عائشة رضي الله عنها وهي مسندةٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدرها: {ما أغبط أحداً يهون عليه الموت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وكان عنده قدحٌ من ماء فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء، ويقول: اللهم أعني على سكرات الموت، قالت: وجعل يقول: لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات} ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {اللهم إنك تأخذ الروح من بين القصب والعصب والأنامل، اللهم فأعني على الموت، وهونه عليَّ} ولما جعل يتغشاه الكرب قالت فاطمة رضي الله عنها: واكرب أبتاه، فقال صلى الله عليه وسلم: {لا كرب على أبيك بعد اليوم} تقول عائشة رضي الله عنها: {فإني لمسندته إلى صدري فنظرت إليه حتى مالت عنقه، فقلت: قد قضى، قالت: فعرفت الذي قاله فنظرت إليه حتى ارتفع بصره، فقال: مع الرفيق الأعلى} في الجنة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وجاءت التعزية من السماء يسمعون الصوت والحس ولا يرون الشخص، السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:185].
إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل هالك، ودركاً من فائت، فبالله فثقوا وإياه فارجوا، إنما المصاب من حرم الثواب.