جعل صلى الله عليه وسلم، وهو على فراش الموت يحذر أمته من اتخاذ القبور مساجد، يقول صلى الله عليه وسلم: {ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك} وأخبرت عائشة رضي الله عنها قالت: {لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة -أي: لما نزل به الموت- له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد} يحذر ما صنعوا صلى الله عليه وسلم، وأيضاً وهو في سياط الموت يوصي أمته فيقول: {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم}.
الله أكبر هذه آخر وصية محمد صلى الله عليه وسلم لما حان انتقاله من هذه الدنيا وهو على فراش الموت صلى الله عليه وسلم {الصلاة الصلاة وما ملكت} فلله درك، لقد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، وجاهدت في الله حق جهاده إنه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو على فراش الموت يوصي ويحث على التمسك بعقيدة التوحيد ويحث على المحافظة على الصلاة، الصلاة يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ومع الأسف الشديد إننا في هذه الآونة الأخيرة نرى الصلاة قد خف ميزانها عند كثير من الناس، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، فيالها من وصية أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم {الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم} ويحث على رعاية تلك الأمانة.
يحث على المرأة، وعلى صيانتها وحفظها، يوصي بذلك وهو يعاني من سكرات الموت صلى الله عليه وسلم، يوصي بهذه المرأة التي أضاعها كثير من الناس في هذه الآونة الأخيرة؛ لأجل الدنيا وحب الدنيا أضاع كثيرٌ من الناس هذه الأمانة، ترك لها الحبل على الغارب تركها تسافر وحدها وبدون محرم، تركها تجوب الأسواق متعطرة سافرة متبرجة، فعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.
أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذه وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم وما ملكت أيمانكم، فاتقوا الله في هذه المرأة، وجهوها التوجيه السليم، احفظوها في حصنها الحصين، احفظوها عن متناول يد الأشرار، عن متناول أهل الأفكار الخبيثة الذين يريدون لها أن تخرج سافرة متبذلة ليلعبوا بها في المسارح والطرقات وغيرها.
احفظوا هذه المرأة فإن في تركها تسافر بدون محرم خطر عظيم، وتركها تجتمع مع السائق بدون محرم خطرٌ عظيم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن هناك مسئولية عظيمة قال صلى الله عليه وسلم: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته} متى يكون هذا السؤال؟ ومن الذي سوف يلقي علينا السؤال؟
إن السؤال سوف يكون يوم القيامة إذا وقفت بين يدي الله عز وجل، والسائل هو الله جل جلاله، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا ينظر إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة} الله أكبر! وقد وقف صلى الله عليه وسلم على المنبر يحذر أمته من هذه النار.
إخواني في الله: الويل لمن ضيع هذه الأمانة، الويل لمن أخل بوصية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.