أمة الإسلام: اعلموا أن لـ (لا إله إلا الله) شروطاً، وهي:
الشرط الأول: العلم بمعناها: بأنه لا معبود بحقٍ إلا الله، فمن لم يعرف المعنى فهو جاهل بمدلولها.
الشرط الثاني من شروط لا إله إلا الله: اليقين المنافي للشك.
لأن من الناس من يقول: لا إله إلا الله وهو شاك فيما دل عليه معناها.
الشرط الثالث من شروط لا إله إلا الله: الإخلاص المنافي للشرك؛ فإن من لم يخلص أعماله كلها لله، فهو مشرك شركاً ينافي الإخلاص.
الشرط الرابع من شروط لا إله إلا الله: الصدق المنافي للنفاق؛ لأن المنافقين يقولونها، ولكن لم يطابق ما قالوه لما يعتقدونه، فصار قولهم كذباً لمخالفة الظاهر للباطن.
الشرط الخامس من شروط لا إله إلا الله: القبول المنافي للرد؛ لأن من الناس من يقولها مع معرفة معناها، ولكن لا يقبل ممن دعاه إليها؛ إما كبراً، أو حسداً، أو غير ذلك من الأسباب المانعة من القبول، فتجده يعادي أهل الإخلاص، ويوالي أهل الشرك ويحبهم، والمرء مع من أحب يوم القيامة.
الشرط السادس من شروط لا إله إلا الله: الانقياد المنافي للترك؛ لأن من الناس من يقولها وهو يعرف معناها، لكنه لا ينقاد فيأتي بحقوقها ولوازمها من الولاء والبراء، والعمل بشرائع الإسلام، ولا يلائمه إلا ما وافق هواه، أو تحصيل دنياه، وهذه حال كثير من الناس.
الشرط السابع من شروط لا إله إلا الله: المحبة المنافية للبغض.
فتجب محبة الله بكل القلب، وإرضاؤه بكل الجهد.
الشرط الثامن من شروط لا إله إلا الله: الكفر بما يعبد من دون الله.
أيها الناس: هذه شروط لا إله إلا الله، فيجب على كل مكلف معرفة الله تعالى؛ لأنه رب العالمين، الرحمن الرحيم، المالك المتصرف ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، وجميع الكون وكل ما فيه خلقه وملكه وعبيده، وتحت ربوبيته وتصرفه وقهره، إذا عرفت هذا -أيها الإنسان- عرفت أن الله جل وعلا هو المستحق للعبادة دون ما سواه.
والعبادة تكون بمنتهى الذل مع منتهى المحبة.
والعبادة: اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الحسية الظاهرة والقلبية الباطنة، فمن صرف من ذلك شيئاً لغير الله فقد أشرك مع الله غيره في عبادته، والمشرك حرام عليه الجنة ومأواه النار.