عباد الله: اتقوا الله واحذوا حذو أبيكم إبراهيم عليه السلام، واشكروه على ما أنعم به عليكم من مشروعية الأضاحي التي تتقربون بها إلى ربكم، وتنفقون بها نفائس الأموال؛ فإن هذه الأضاحي سنة أبيكم إبراهيم، ونبيكم محمد عليهما أفضل الصلاة والتسليم.
أيها المسلمون، إن لكم بكل شعرة منها حسنة، وبكل صوفة حسنة، يقول صلى الله عليه وسلم: {ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بأظلافها وقرونها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض}.
أيها المسلمون! اعلموا أن الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، والأضحية سنة مؤكدة جداً لمن يقدر عليها، فضحوا عن أنفسكم وأهليكم وأولادكم والوالدِين، وذلك بواحدة تجزئ عن البيت جميعاً؛ ليحصل الأجر العظيم للجميع، واقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم؛ حيث ضحى عنه وعن أهل بيته، ويكفي أن يضحي واحد لجميع أهل البيت، وفضل الله واسع إلا إذا كانت وصية فإنها لصاحبها الذي أوصى بها كما نص في وصيته التي وصى بها.