المراة مع السائق يجوب بها الأسواق، والبنت مع السائق، والأب مع الخادمة في البيت يمازحها ويقبلها ويلمسها نعم يا عباد الله، دُفِنَت الغَيرة، قُتِلت الأخلاق، ذُبِحَت بغير سكين، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
والله لن يصدق أحدٌ أن هذا يقع في المسلمين! المرأة والبنات يجوب بهن السائق في الشوارع، وربما أدخلهن على العزاب، ويفعلون بهن الجرائم، والرجل في بيته يفعل بالخادمة الجريمة، وإذا أُتِي إليه بخادمة قبيحة أرجعها وقال: ردوا إليَّ أحسن منها.
ليتنا نموت، ليتنا ما خُلِقْنا يا عباد الله! ليتنا ما وُجِدْنا في هذه الحياة!
الأطفال يُذْبَحون ويُفْعَل بهم الجرائم من أجل سبب سجارة يمصها.
الرجل الكبير يبيع عرضه لحفنة حشيش.
الرجل العاقل يركب أمه ويزني بها إذا شرب الخمر وسط الحشيش.
ليتنا ما خُلِقْنا، ليتنا ما وُجِدْنا في هذه الحياة!
والله! إنها حياةٌ يُمَلُّ ويُسْأم منها، والله إنا إذا دخلنا الأسواق ورأينا النساء متبرجات، ورأينا السائق يجوب بهن، ويلَمِّسهن، ووالله لو كان القتل للنفس جائزاً لقتل كثيرٌ من الناس أنفسهم؛ لما يرون من كثيرٍ من الناس وقد باعوا الغيرة، وهتكوا حرماتهم!
ما هو العذر أمام الله؟! خافوا الله، راقبوا الله، اخشوا الله قبل أن يخسف الله بكم الأرض من تحتكم، قبل أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أين الأمر بالمعروف؟ أين النهي عن المنكر يا أمة الإسلام؟!
والله إنها أمورٌ تشيب الذوائب، وتنجرح القلوب منها، ولكن لمن نشكو، ومن نخبر، خطب ومواعظ تتلى؟ وتدخل مع اليمنى وتخرج مع اليسرى، فلا حول ولا قوة إلا بالله! لا حول ولا قوة إلا بالله! وصدق رسول الله: {يأتي زمان يمر الرجل على القبر يتمرغ عليه يقول: يا ليتني مكانك ما به من شيء، ما به إلا البلاء}.
والله ما أشد البلاء الآن! نساءٌ كاسيات عاريات مع السائقين يجوب بهن الأسواق، ونساءٌ شابات يطفن على الخياطين وعلى المكتبات، والسائق وصاحب الخياطة يعرض عليها أزياءً تقشعر منها الجلود، هذه أزياءٌ تيلاندية، وهذه أزياءٌ فرنسية، وهذه أزياءٌ شيطانية، ما هذا العمل؟!
حتى يقتلوا المسلمين، لا يقتلونهم بسكين ولا بسلاح، بل يقتلونهم بقتل الإيمان في قلوبهم! فإلى متى هذه السكرة؟! إلى متى هذه الغفلة؟! حتى إذا نفخ في الصور ونحن مداهنون، ولا نأمر بالمعروف ولا ننهى عن المنكر، هل نتحرى خسفاً ومسخاً وحجارةً تنزل علينا من السماء؟!
نزعت البركات، والقطر من السماء لا ينزل إلا لهلاك الكثير من الناس، فنزول هذه الأمطار بكثرتها وهذه الفيضانات إنها عذابٌ من الله، الزلازل ليست براكين كما يزعمه الشيوعيون، إنها -والله- غضبٌ من الله، إنها نقماتٌ من الله، ولكن المسلمين مسخت قلوبهم والعياذ بالله، السكر من ذلك القليل، وأستغفر الله ألا يعم الجميع!
أسأل الله بمنه وكرمه أن يوقظنا من رقدتنا، وأن يهب لنا توبة نصوحاً يطهر بها قلوبنا، وأن يُقْبِل بقلوبنا عليه إنه على كل شيء قدير.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين.
اللهم ارزقهم البطانة الصالحة.
اللهم قيض لهم البطانة الصالحة، الذين يذكرونهم إذا نسوا، ويعينونهم إذا ذكروا.
اللهم ارزقهم البطانة الصالحة.
اللهم ارزقهم العلماء الصالحين الناصحين، الذين يبينون لهم تلك المنكرات التي فشت وعمت في بلاد المسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
يا إخواننا! لا ننظر إلى اليهود، لا ننظر إلى النصارى، لا ننظر إلى الشيوعيين، بل ننظر إلى -نحن المسلمين- مسلمون ندعي الإسلام، تركنا كتاب الله وراءنا ظهرياً، وتركنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صار الكثير من المسلمين الآن يتحلى بالتقاليد الغربية، يتحلى بها وينبسط بها، وإذا عوتب على ذلك قال: أما رأيتَ إلاَّ أنا؟! فانظر إلى فلان وفلان.
فإنا لله وإنا إليه راجعون!
عباد الله: صلوا على رسول الله امتثالاًَ لأمر الله حيث قال في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد الذي قال: {إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار}.
اللهم ارض عن خلفائك الراشدين الذين قاموا بدين الله حق قيام، فتحوا الفتوحات، ومصَّروا الأمصار، ودينهم باقٍ إلى الآن، علاماته وآثاره، ولكن طمسه المفسدون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم انصر دينك عاجلاً غير آجل، اللهم انصر دينك عاجلاً غير آجل، اللهم انصر دينك عاجلاً غير آجل يا رب العالمين.
اللهم أذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين.
اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، وأصلح فساد قلوبنا، وردنا إليك رداً جميلاً.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد.