إنكم مسئولون عن أولادكم يا عباد الله، طول الليالي وطول ساعات الليل والنهار، وطول ساعات العمر، تركتم لهم الحبل على الغارب، يهيمون في الشوارع وفي غيرها من المحلات كأنهم بهائم سائبة، فإنكم -والله ثم والله- مسئولون عنهم أمام الله، فما العذر يا عباد الله؟! ما الحجة إذا وقفت بين يدي الله ترتعد فرائصك، وقلبك يرجف؟! ما العذر بين يدي الله إذا سألك عن هؤلاء الأولاد، وعن النساء أدخلت عليهن الفيديو في بيتهن حاربت أخلاقهن وآدابهن، والأولاد من الذكور تركت لهم الحبل على الغارب في الشوارع يهيمون؟!
وأنا كنت في محل من محلات الشرطة، وإذا بالشرطي يتصل بأحد الآباء ويقول: قبضنا على ابنك يعمل كذا وكذا، ويقول الأب: والله ما أدري عنه منذ يومين، الله أكبر! الله أكبر! ليواجه رب العالمين بهذا السؤال إذا سأله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
إن هؤلاء الأولاد نعمة، ثم هم نقمة: نعمة إن قام الرجل بتربيتهم وتأديبهم، ونقمة عليك يوم القيامة تحاسب عنهم.
كذلك جارك تحاسب عنه إذا رأيته على المعاصي ولم تأمره بالمعروف، ولم تنهه عن المنكر، فكيف بولدك وفلذة كبدك الذي هو قطعة من لحمك تترك له الحبل على الغارب، فلنقل جميعاً: إنا لله وإنا إليه راجعون!
والله ثم والله إن آلات اللهو ما دخلت على المسلمين إلا بالنقص والشرور، فإلى الله نشكو، وحسبنا الله ونعم الوكيل! إنا لله وإنا إليه راجعون!
فمتى نستيقظ يا عباد الله؟! متى نستيقظ من رقدتنا؟! إذا نفخ في الصور ووقفنا بين يدي الله عز وجل! ما هو العذر لك يا عبد الله؟!