أمة الإسلام: الإسلام حرم الربا؛ لأنه يساعد على خلق نظام فاسد مخرب، الربا سبب لجلب غضب الله عَزَّ وَجَلّ، ومنها: تسليط الأمراض وبعض الكوارث لمن يتعاملون بالربا، فقد يقضي على حياتهم، ومضار الربا شديدةٌ أليمة وعاقبته وخيمة، والذين يتعاملون بالربا تضطرب نفوسهم وتختل حركاتهم، وتراهم إذا قاموا صاروا يتخبطون كمن أصابه مسٌ من الجنون، لا فرق في هذا بين الدائن والمدين، وإنما أصابهم ذلك لأنهم استحلوا الربا وعدوه كالبيع، وغاب عنهم أن هناك فرقاً عظيماً يجعل البيع حلالاً والربا حراماً، وإليكم التفصيل بكلام الله:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:275].
عباد الله: إن أصدق الحديث كلام رب العالمين، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، فعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار، وصلوا على رسول الله كما أمركم الله في كتابه، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً}.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وأنعم بأولئك الرجال! اللهم ارض عنهم أجمعين، ووفقنا -يا حي يا قيوم- لاتباعهم والأخذ بطريقهم يا رب العالمين، والأخذ بسلوكهم إلى صراطك المستقيم.
اللهم أعزنا بالإسلام، وارزقنا مناصرة الإسلام وأهله في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام والمسلمين، اللهم دمر الشيوعيين واليهود والنصارى المبشرين، اللهم اشدد عليهم وطأتك يا رب العالمين، اللهم انصر الإسلام والمسلمين عليهم في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم إنا نجعلك في نحور أعداء الإسلام والمسلمين، ونعوذ بك من شرورهم يا رب العالمين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأئمة أمور المسلمين وولاتهم في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا، واجعلهم قرة أعينٍ لنا يا رب العالمين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والربا والوباء والزنا واللواط، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن جميع بلدان المسلمين عامةً يا رب العالمين.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم اشف مرضانا ومرضى جميع المسلمين، واقض الدين عن المدينين، ولا تحوجهم إلى أهل الربا يا رب العالمين، اللهم يسر لنا ولهم اليسرى، وجنبنا وإياهم العسرى.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا إلى أحدٍ من خلقك يا رب العالمين.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:90 - 91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.