عباد الله! إنكم تودعون شهر رمضان وقد قارب الارتحال، فهذه آخر جمعة من شهركم الكريم، وهو شاهد عليكم غداً بما أودعتموه وبما أضعتم، فيا ليت شعري هل يرحل حامداً فعلكم، أو ذاماً تضييعكم.
فبادروا عباد الله! بادروا إلى اغتنام الأعمال الصالحة قبل الارتحال إلى القبور، وانهضوا إلى فعل الأسباب الموصلة إلى رحمة الله عز وجل قبل طي الكتاب، وبادروا بالتوبة والاستغفار ما دمتم في زمن الإمكان، قبل إغلاق الباب وإسبال الحجاب، وقبل أن يختم على كل عمل بما فيه من حسن أو قبح.
فهذه أيام الخيرات والبركات، أيام إعتاق الرقاب الموبقات، أيام رمضان ولياليه قد تصرمت وأوشكت على الانتهاء، لقد كانت مواسم لمضاعفة الأجور والغفران.