أما المفرط المحروم فقد أضاعها وذهبت عليه هباء، يتمنى لو عاد الشهر من أوله ليتلافى ما فرط وأضاع، وهيهات هيهات فكم وعظهم الواعظون، ونصحهم الناصحون، ولكنهم كحمر مستنفرة يفرون ويتهربون، وعن الخيرات يبتعدون، قد ران على قلوبهم الران، وخدعهم والله طول الأمل، وغرهم بالله الغرور.
فتمادوا في المعاصي في مختلف ألوانها وأشكالها، فلو رأيتهم وهم يأخذون الأُهبة والاستعداد للسفر لبلاد الكفر والفساد، ليجدوا جواً مهيأ لهم في فعل المنكرات، من شرب المسكرات، وفعل الزنا واللواط، والجلوس في أماكن تدفعهم إلى ارتكاب أقبح الجرائم والذنوب، من أفلام سينمائية قذرة، تصور الإثم وتدعو إلى الفساد والتحلل عن الأخلاق الفاضلات، ومع الأغاني الخليعة وغيرها من التمثيليات الأثيمة التي تفسد الأخلاق، وتصور الميوعة والانحلال التي يدعو إليها الشيطان وأعوانه من المفسدين في الأرض، ليصدوا بها العباد عن طاعة الله.
عباد الله! يا من صمتم شهر رمضان! وترجون من الله القبول، احذروا المعاصي فإنها برهان واضح على الغفلة، احذروا المعاصي فإنها نكران للجميل، احذروها فإنها كفران لنعمة المنعم العظيم، فمن حق المنعم جل وعلا أن يُشكر ولا يُكفر، وأن يطاع ولا يعصى، ويُحمد ويُعبد، ولا يعصى طرفة عين.